اعتدنا عند الحديث عن القلب وأمراضه أن نشعر بالخطورة والقلق، فهذا الحديث لا يرتبط بالقلب فقط بل يرتبط بحياة الإنسان بشكل عام، وأمراض القلب عديدة ومتنوعة، ومن أهم أمراض القلب وأكثرها انتشاراً هذا الداء الذي يصيب صمامات القلب مما يستوجب استبدال هذا الصمام التالف. ويحاول المريض دائماً أن يشبع فضوله أو يزيل التخوف الناتج عن تغيير الصمام، ولذا يسأل هذا السؤال؛ هل عملية تغيير صمام القلب خطيرة؟ وما مضاعفات عملية تغيير صمام القلب؟، وبالرجوع إلى العديد من المصادر الطبية، والوقوف على أحدث الدراسات العلمية، يمكن أن نوضح النقاط الغامضة والأكثر تساؤلاً من خلال هذا المقال.
ما هي عملية تغيير صمامات القلب ؟
إن عملية تغيير صمامات القلب عبارة عن عملية لعلاج مرض صمام القلب، وهذا المرض يصيب صماماً على الأقل من صمامات القلب الأربعة، لذا نجد أن الصمام المصاب لا يعمل بشكل صحيح، ويرجع ذلك إلى العديد من الأسباب كالعيوب الخلقية أو الالتهابات البكتيرية أو تلف الصمام بسبب التقدم في العمر، ومن المعلوم أن صمامت القلب تحافظ على تدفق الدم في الاتجاه صحيح من خلال القلب.
فعند فشل الطرق الأخرى الخاصة بعلاج الصمامات القلبية يتم اللجوء إلى تغيير هذا الصمام بصمام صناعي أو بيولوجي من أجل الحفاظ على سلامة ووظيفة القلب، وهو الحل الأخير لعلاج هذه المشكلة، وصمامات القلب أربعة وهي؛ الصمام التاجي، الصمام ثلاثي الشرف، الصمام الأورطي، والصمام الرئوي.
ما سبب إجراء عملية تغيير صمامات القلب ؟
سبق أن أشرنا إلى أن تغيير صمام القلب عبارة عن عملية يتم فيها استبدال الصمام بسبب الاضطرابات التي تصيبه، ويوجد نوعان من اضطرابات صمام القلب وهما:
- تضيقق الصمام مما يعيق تدفق الدم.
- التسرب في الصمام مما يسمح للدم بالرجوع مرة أخرى.
كما يوجد مجموعة من الاضطرابات الأخرى التي من الممكن أن تحتاج لتغيير الصمامات، وتشمل ما يلي:
- ترسبات الكالسيوم.
- النوبة القلبية.
- مرض الشريان التاجي.
- اعتلال العضلة القلبية.
- تصلب الشرايين.
- تورم الشريان الأورطي بشكل غير طبيعي.
- اضطراب المناعة الذاتية المزمن.
- ضعف النسيج الضام في الصمام التاجي.
وفي حالة الإصابة بأحد هذه الاضطرابات يكون المريض في حاجة إلى جراحة تغيير صمامت القلب خاصة إذا كانت الاضطرابات تؤثر على قدرة القلب على ضخ الدم، وسيقوم الطبيب بتحديد ما إذا كان إصلاح الصمام أو استبداله هو الخيار الأنسب.
ما مضاعفات عملية تغيير صمام القلب؟
من الطبيعي أن يلحق أي عملية جراحية مجموعة من المضاعفات، ولذا فإن عملية تغيير صمام القلب لها مجموعة من المضاعفات شأنها شأن باقي العمليات الجراحية الأخرى، وتتمثل مضاعفات عملية تغيير صمام القلب في:
- العدى، ومن المحتمل أن تكون موضعية في موقع الجرح، كما من المحتمل أن تكون في الأعضاء.
- النزيف، وينتج عن حساسية ودقة هذه العملية.
- الجلطة الدموية، تعتبر ضمن مضاعفات عملية تغيير صمام القلب.
- حدوث اضطراب في نظم القلب، إلا أنه يتلاشى غالباً مع مرور الوقت.
- الفشل الكلوي، وقد يستمر لعدة أيام بعد العملية.
- فشل الصمام، من مضاعفات عملية تغيير صمام القلب الواردة الحدوث.
- اضطرابات الذاكرة.
- مشكلات في التنفس.
- التهابات البنكريياس.
- الإصابة بمتلازمة التهاب التامور.
هل عملية تغيير صمام القلب خطيرة؟
كثيراً ما تصادف أسماعنا هذا السؤال؛ هل عملية تغيير صمام القلب خطيرة ؟، كما أن الإجابة على هذا السؤال من شأنها أن تزيل التوتر والقلق الذي يسكن نفوس المقبلين على إجراء هذه العملية، كما قد يزيد من توترهم وقلقهم، فهل عملية تغيير صمام القلب خطيرة حقاً؟
الإجابة هي لا، ولكن حتى لا تكون هذه العملية خطيرة لابد أن يهتم المريض باختيار جراح القلب ذو الخبرة والمهارة، كما يجب اتباع نصائح الطبيب بكل تفاصيلها، ويشترط كذلك المتابعة المستمرة مع الطبيب بعد إجراء العملية.
وحتى تكون الإجابة على سؤال؛ هل عملية تغيير صمام القلب خطيرة؟، لابد من معرفة نسبة نجاح هذه العملية، والمخاطر التي تعقبها، والأعراض التي تصاحب فترة ما بعد إجراء العملية، وهذا ما سنتحدث عنه في النقاط التالية.
كم من الوقت تستغرق عملية تغيير صمام القلب؟
تستغرق هذه العملية حوالي 3 ساعات، وعند القيام بعملية صمام القلب يتم تعقيم صدر المريض بعد تخديره، ويتم فتح شق جراحي مكان وجود القلب، وبعد ذلك يتم تشغيل القلب الصناعي حتى يضخ الدم للجسم، ثم يقوم الطبيب بالوصول إلى القلب واستبدال الصمام التالف بآخر سليم، ثم يتم غلق غشاء القلب وإغلاق الشق الذي تم فتحه في الصدر، ويتم استخدام ضمادة كبيرة مكان الجرح.
أعراض ما بعد تغيير صمام القلب
من الممكن أن تظهر بعض الأعراض على المريض بعد القيام بعملية صمام القلب، وفي حالة الشعور بهذه الأعراض يجب إبلاغ الطبيب بشكل فوري، وتتمثل هذه الأعراض في:
- آلام مستمرة في منطقة الصدر.
- عدم انتظام دقات القلب.
- الشعور بقشعريرة.
- الحمى المستمرة.
- تغيير في وزن الجسم بشكل مفاجئ.
- الدوار والإغماء.
- المعاناة من الضعف العام.
- الغثيان والقيء.
- ضيق في التنفس.
- الإصابة بنزلة برد.
- احتقان في الحلق.
مخاطر تغيير صمام القلب
على الرغم من التقدم العلمي والطبي الذي قلل من خطورة عملية تغيير صمامات القلب، إلا أن هناك بعض المخاطر المحتملة التي قد تنتج عن هذه العملية، وهذه المخاطر نسبتها قليلة جداً، وتتمثل المخاطر في:
- تلوث الشق الجراحي.
- نزيف في منطقة الجراحة بسبب تلف الأنسجة الموضعي.
- مخاطر التخدير نتيجة معاناة المريض من الحساسية للتخدير.
- إمكانية تلف بنية القلب نتيجة وجود ألياف عضلة القلب قريبه من الصمام.
كم نسبة نجاح عملية تغيير صمام القلب؟
تعتبر هذه العملية من العمليات الناجحة نسبياً، كما أن نسبة نجاح عملية تغيير صمام القلب ليست بالقليلة بخلاف العديد من العمليات الأخرى، بل تتراوح نسبة نجاح هذه العملية ما بين 95 إلى 98 بالمئة.
وتشير العديد من الدراسات أن صحة الفرد تتحسن بشكل كبير بعد عملية تغيير صمامات القلب، وهذا بالطبع يرجع إلى الإلتزام بالنصائح الطبية التي تساهم في الحفاظ على الصمام الجديد، بالإضافة إلى المتابعة الطبية، وفوق كل هذا لابد من إجراء العملية على يد جراح متخصص ذات خبرة في مثل هذا النوع من العمليات.