تُعد مشكلة فشل القلب الاحتقاني من المشاكل الخطيرة لا سيما في عالمنا العربي، حيث نُصيب البالغين، فما هو وما أهم أسبابه وأعراضه وطرق علاجه
فشل القلب الاحتقاني
يُعد أحد الأمراض المزمنة التي تُصيب العضلة القلبية، ويؤثر على قدرتها في ضخ الدم ليصل إلى جميع أنحاء الجسم بالكمية الكافية، وعادًة ما يصيب العضلة القلبية كاملة، لكن أحيانًا ما يصيب الجزء الأيمن فقط أو الأيسر فقط لكنه في حالات نادرة
يذكر أن حوالي من 6% – 10% من السكان في سن 65 وما فوق يُعانون من فشل القلب الاحتقاني، كما تجدر الإشارة إلى أنه قد شهدت السنوات الأخيرة زيادة في معدلات الرقود في المستشفى والوفيات، على الرغم من التطورات التي حدثت في مجال العلاج من هذا المرض
أسباب فشل القلب الاحتقاني
هناك عدة أسباب لمرض فشل القلب الاحتقاني، تشمل أهمها ما يلي
1- ضعف وقلة كفاءة الشرايين الضيقة في القلب بحيث لا تتمكن من ضخ الدم بكفاءة، حيث أن تتبع بعض الحالات التي تُعاني من هذا المرض يرجع إلى وجود أمراض الشرايين التاجية التي تقلل من تدفق الدم إلى القلب
2- صمامات القلب التالف أو العيب يعني أن على القلب أن يبذل جهدًا اضافيًا لضخ الدم وتنظيم تدفق الدم
3- ارتفاع ضغط الدم، حيث يبذل القلب جهدًا كبيرًا في حال ما كان الشخص يُعاني من ارتفاع ضغط الدم، الأمر الذي يؤدي إلى فشل وقصور القلب
4- الالتهاب أو العدوى أو تلف عضلة القلب وكذلك العوامل الوراثية، كل هذا يلعب دورًا في فشل وقصور القلب
5- ضربات القلب غير الطبيعية أو غير المنتظمة من الممكن أن تؤدي إلى فشل القلب
6- تعاطي الكحول قد يؤدي إلى فشل عضلة القلب
إلى جانب كل هذه الأسباب، فهناك العيوب الخلقية في القلب وردود أفعال تحسسية وجلطات الدم في الرئتين أو استخدام بعض الأدوية، كل هذا من الممكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى فشل القلب
اعراض فشل القلب الاحتقاني
تشمل أعراض فشل القلب الاحتقاني ما يلي
1- الضعف العام وعدم القدرة على القيام بالنشاطات اليومية
2- تواتر معدل نبضات القلب
3- فقدان الشهية
4- الوذمة و تجمع السوائل في الأطراف أو في التجويف البطني
5- زيادة الوزن بسبب تراكم السوائل في الجسم
6- القيء والغثيان في بعض الأحيان
7- السعال المزمن
8- ضعف التركيز
9- ضيق التنفس عند إجهاد نفسك أو عند الاستلقاء
10- التعب والضعف
11- انخفاض ملحوظ في القدرة على ممارسة الرياضة
12- التبول الليلي
مضاعفات فشل القلب الاحتقاني
تشمل أهم المضاعفات ما يلي
1- الفشل الكلوي
2- حدوث مشاكل في صمامات القلب
3- اضطراب في نبضات القلب
4- فشل الكبد
كيف يتم تشخيص فشل القلب الاحتقاني
تشخيص فشل القلب الاحتقاني يستند على التاريخ الطبي والفحص البدني، وبشكل عام تشمل طرق التشخيص ما يلي
1- أخذ التاريخ الطبي أو العائلي للمريض، حول ما إذا كان مصاب بأية اضطرابات قد تزيد من فرص حدوث فشل القلب الاحتقاني، مثل مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، مرض الشريان التاجي والذبحة الصدرية، عيوب صمامات القلب
2- الفحص السريري باستخدام السماعات الطبية، حيث يقوم الطبيب المختص بالاستماع بشكل دقيق لنبضات قلب المريض
3- الفحص السريري للوذمة
4- الأشعة السينية، حيث أنها تظهر أي ترسبات كلسية في أنسجة الصمام
5- مخطط صدى القلب وفحص القدرة القذفية للقلب بتقدير كمية الدم الذي يخرج في النبضة الواحدة
6- الرنين المغناطيسي
7- القسطرة القلبية
8- فحص الجري وقياس مقدار تعب العضلة القلبية
9- فحص عينة دم وقياس تركيز بعض أنواع الببتدات مثل ((B-type Natriuretic Peptide (BNP) .
10- فحص الكولسترول
11- خزعة عضلة القلب
علاج فشل القلب الاحتقاني
هو حالة مرضية تحدث عندما يتعذر على القلب ضخ الدم بكفاءة كافية لتلبية احتياجات الجسم. يمكن أن يكون للأسباب المختلفة دور في حدوث فشل القلب ، مثل ارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين، وأمراض القلب التاجية، والتهاب العضلة القلبية، والتهاب الشغاف القلبية، وأمراض الصمامات القلبية، والتسمم بالمواد الضارة، وغيرها.
تتضمن خطة علاج فشل القلب عادةً مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى تحسين أعراض المرض وتقليل تقدمه. قد يتم تضمين العلاجات التالية:
أولًا: العلاج الدوائي
يتم وصف عدد من الأدوية لعلاج فشل القلب ، مثل مدرات البول، ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors)، ومثبطات مستقبلات الأنجيوتنسين II (ARBs)، ومثبطات الناقلة للأملاح، ومدرات البوتاسيوم، ومثبطات بيتا (beta blockers)، ومضادات التخثر، ومضادات الذهان، وغيرها من الأدوية التي يمكن تكييفها وفقًا لحالة المريض.
ثانيًا: التغييرات في نمط الحياة
يمكن أن يكون التغيير في النمط الحياتي للمريض مفيدًا في إدارة فشل القلب الاحتقاني. على سبيل المثال، يمكن أن يشمل ذلك الالتزام بنظام غذائي صحي قليل الصوديوم، وممارسة الرياضة بشكل منتظم وفقًا لتوصيات الطبيب، والامتناع عن التدخين وتجنب تناول الكحول.
ثالثًا: ادارة العوامل المسببة للمرض
يجب معالجة الأمراض المرتبطة التي تسبب فشل القلب ، مثل ارتفاع ضغط الدم وداء السكري.
رابعًا: التدخل الجراحي
في حالات متقدمة وشديدة من فشل القلب ، قد يكون العلاج الجراحي ضروريًا. يمكن أن تشمل هذه الإجراءات زراعة القلب أو زراعة جهاز تعويضي للقلب (المعروف أيضًا بـ LVAD).
تهدف خطة العلاج إلى تحسين جودة حياة المريض وتقليل أعراض فشل القلب الاحتقاني. يجبالتأكيد على أن العلاج يعتمد على تقدير الطبيب المعالج لحالة المريض وتقدم المرض، وقد يختلف من شخص لآخر. لذا، ينبغي على المريض استشارة الطبيب المختص لتقييم حالته وتحديد الخطة العلاجية المناسبة.
علاج فشل القلب الاحتقاني بالأعشاب
هناك بعض الأعشاب التي قد تحظى بشهرة في علاج بعض الأمراض القلبية، إلا أنه من الضروري أن تكون حذرًا عند استخدام الأعشاب مع فشل القلب .
تشمل بعض الأعشاب التي يُزعم أن لها تأثيرات إيجابية على القلب:
1- الزعتر: يعتبر الزعتر مضادًا للتأكسد وله خصائص مضادة للالتهابات، ويُعتقد أنه يساعد في تحسين صحة القلب. ومع ذلك، لا يوجد دليل علمي كافٍ يدعم فعالية الزعتر في علاج فشل القلب الاحتقاني.
2- الزنجبيل: يعتبر الزنجبيل مفيدًا في تحسين الدورة الدموية وتقليل الالتهابات. يمكن استخدامه كمكمل غذائي، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل تناوله في حالة ، لأنه قد يتداخل مع بعض الأدوية الموصوفة لهذا المرض.
3- العنب الأحمر: يُعتقد أن مضادات الأكسدة الموجودة في العنب الأحمر تساهم في صحة القلب. يمكن تناوله كجزء من نظام غذائي صحي، ولكن لا ينبغي الاعتماد على العنب الأحمر وحده لعلاج فشل القلب الاحتقاني.
مع ذلك، يجب التأكيد على أنه لا يوجد استناد علمي كافٍ يدعم فعالية الأعشاب في العلاج . إذا كنت تعاني من هذه الحالة، فمن الأفضل استشارة الطبيب المختص قبل تناول أي أعشاب أو مكملات غذائية، حيث يمكن أن يساعدك الطبيب في وضع خطة علاجية شاملة وآمنة بناءً على حالتك الصحية الفردية والعوامل الأخرى المؤثرة.
الوقاية من فشل القلب الاحتقاني
تشمل أهم طرق الوقاية ما يلي
1- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن
2- الإقلاع عن التدخين
3- ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم
4- انقاص الوزن في حال وجود السمنة
5- المحافظة على سكر الدم ضمن المستويات الطبيعية
6- قياس ضغط الدم لمريض ضغط الدم بشكل مستمر
7- الابتعاد عن التوتر
8- النوم بشكل كافي