عملية قسطرة القلب أحد أكثر التدخلات الطبية شيوعا في عصرنا الحالي لكن هذا التطبيق أو الاجراء لم يكن موجودا حتى الحرب العالمية الثانية
قصة اكتشاف قسطرة القلب مشوقة للغاية اذ ان مكتشفها تم طرده من العمل بسببها وبسببها أيضا حصل على جائزة نوبل فما هي القصة كاملة ؟
يعود بداية تاريخ اكتشاف قسطرة القلب الى القرن السابع عشر وتحديدا مع العالمين ستيفن هالز وبرنارد اللذين استخدما في البداية نماذج حيوانية
التطبيق السريري على البشر بدأ فى عام 1929 الذي قام بها العالم فورسمان الذي احدث ثورة من نوع جديد حين قام بإدخال القسطرة في وريد ساعده ورغم هذا الإنجاز وهذه الثورة فأن المقابل كان طرد فورسمان
نعم طرد فورسمان من المشفى الذي كان يعمل به وكانت حجتهم فى ذلك هو ان فورسمان استخدم اساليب غير تقليدية
خلال الحرب العالمية الثانية تم افتتاح اول مستشفيي لأجراء القسطرة بالولايات المتحدة فى منتصف خمسينات القرن الماضي على يد الطبيب كورناند الامر الذي مهد لقسطرة القلب في الولايات المتحدة الامريكية
حصل فورسمان وكورناند على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب لتطوير قسطرة القلب
خلال أكثر من نصف قرن من الزمان تطورت قسطرة القلب كثيرا أما للتقدم التكنولوجي او لزيادة عدد مرضي القلب حول العالم
ما هي القسطرة ؟ وما أنواعها ؟ وما الفرق بين تلك الأنواع ؟
عملية قسطرة القلب هي اجراء جراحي او تدخل طبي يتم عن طريق ادخال أنبوب رفيع وطويل في وعاء دموي سواء في منطقة الفخذ أو الرقبة أو الذراع يحدث بغرض تشخيص أمراض الأوعية الدموية، بتخفيف آلام الصدر الناتجة عن والوقوف على كفاءة أداء القلب وكذلك بحث المشكلات المتعلقة بوجود ذبحة صدرية وفي بعض الأحيان وفي الحالات التي لا تستجيب للوسائل العلاجية الأخرى
كما ان قسطرة القلب يمكن أجرائها بغرض الوقوف على العيب الخلقي الموجود في القلب والعمل على إصلاحه
كما ان القسطرة يمكن استخدمها من اجل قياس ضغط الدم بدقة في القلب والشرايين
أنواع القسطرة :
1 – قسطرة قلب تشخيصية
2 – قسطرة قلب علاجية
لكن هل هناك فرق بين القسطرة التشخيصية والقسطرة العلاجية ؟
تختلف القسطرة التشخيصية عن القسطرة العلاجية من خلال أوجه عدة لعل أهمها
كم تستغرق مدة عمل القسطرة
أ – قسطرة القلب التشخيصية : نصف ساعه فقط هي مدة التدخل الطبي لأجراء القسطرة اذا ما اضفنا الوقت اللازم لأجراء الجراحية من حيث التخدير وغيره تصبح المدة اللازمة لأجراء التدخل بشكل كامل 9 ساعات على الأقل
ب – قسطرة القلب العلاجية : في القسطرة العلاجية تختلف مدة الاجراء باختلاف نوعه لكن على كل الأحوال فان التداخل العلاجي يحتاج الى وقت أطول من القسطرة التشخيصية يصل الى ساعات
ما مدى أهمية عملية القسطرة ؟
أ – قسطرة القلب التشخيصية :
- الوقوف على صحة عضلة القلب وكفاءة أدائها لوظيفتها
- معرفة مكان انسداد الأوعية الدموية فباستخدام أنبوب القسطرة يحقن الأطباء صبغة ما لتجري عبر الشرايين التاجية للقلب، وبعد ذلك يجري الأطباء صورة بالأشعة السينية، وبفضل هذه الصبغة تظهر الشرايين
التاجية عبر هذه الصورة تتم ملاحظة أي تضيق أو انسداد فيها أو وجود أية مشكلات بها والتي قد تكون السبب في ألم الصدر - تشخيص حالات وجود مشكلات في صمامات القلب
- تشخيص عيوب القلب وتحديدا عيوب القلب الحلقية الخلقية إضافة الى للكشف عن أية اعتلالات في حجرات القلب أو الصمامات
- التحقق من ضخ القلب للدم
- الوقوف والتحقق من معرفة ما إذا كان المريض بحاجة إلى تدخل علاجي
- الوقوف على حقيقة ما اذا كان هناك خلل في الشريان التاجي أو في الصمام أو في الشريان الأبهر
- التحقق من مستوى الضغط والأكسجين في الأجزاء المختلفة من القلب والوقف على قياساتها بدقة
ب- قسطرة القلب العلاجية :
يمكن استخدام القسطرة التشخيصية في العلاجات في بعض الأوقات كما في معرفة كفاءة القلب في القيام بوظائفه
وفى أوقات أخرى يمكن اجراء التدخلات العلاجية بشكل منفصل فنجد مثلا :
- اصلاح العيوب الخلقية : مثل وجود ثقب في القلب حيث يتم العمل على إغلاق هذا الثقب
- القيام تركيب الدعامة : يقوم الطبيب بوضع دعامة القلب في الشريان للمساعدة في ابقاءه مفتوحا
- اغلاق جزء من القلب يكون هذا الجزء سببا في الإصابة بجلطة القلب
- علاج حالة عدم انتظام ضربات القلب
- علاج صمامات القلب سواء من خلال إعادة تغيير الصمامات التالفة او اصلاح الصمامات التي بها عطب
اجراء عملية القسطرة: لتحسين تدفق الدم للشريان وهى عبارة عن بالون صغير وعندما يتم نفخ هذا البالون فإنه يدفع التراكمات في الشريان للخارج ويحسن تدفق الدم للشريان .
ما هي الاثار الجانبية المتوقعة في عملية القسطرة بأنواعها ؟
الاثار الجانبية أو المضاعفات :
قسطرة القلب التشخيصية :
- وجود كدمة في مكان ادخال القسطرة أو التهاب في مكانها
- رد فعل تحسسي تجاه الصبغة
- حدوث نزيف غير متوقع
- انسداد في الشريان التاجي
- تقب في الاوعية الدموية
- السكتة الدماغية
- تلف الكلى
- الجلطات الدموية
قسطرة القلب العلاجية :
تشمل مضاعفات قسطرة القلب العلاجية الى جانب مضاعفات القلب التشخيصية مضاعفات أخرى من بينها :
- فشل في تركيب الدعامة ان كان الغرض من القسطرة العلاجية هو تركيب دعامة
- فشل في تركيب الصمام ان كان الغرض من القسطرة العلاجية هو تركيب صمام
- حدوث ضرر في الشريان
ما هي اهم النصائح الواجب على المريض اتباعها بعد عملية قسطرة القلب
العناية بمكان إدخال القسطرة حيث يكون هناك ضمادة فوق موضع إدخال القسطرة واي كان المكان الذي تم الدخول منه يجب العناية به
- عدم استخدام أي من الكريمات او المراهم على مكان الجرح
- ارتداء الملابس المريحة والابتعاد عن الملابس الضيقة
- الابتعاد عن ممارسة الأنشطة الشاقة على الأقل لمدة يومين
- عدم ممارسة الرياضة أو رفع أشياء ثقيلة لمدة يومين على الأقل وكذلك الأنشطة الجنسية
- العودة الى النشاط رويدا رويدا بشكل تدريجي حتى العودة الى سابق النشاط اليومي
- إزالة ضمادة الجرح بالشكل الصحيح من خلال بل الشريط اللاصق وإزالته
- الحرص على الحفاظ على نظافة المكان محل القسطرة من خلال تطهير موقع إدخال القسطرة مرة واحدة على الأقل يوميا بالماء والصابون
جدير بالذكر ان هناك مشاهير كثر حول العالم قد اجروا عمليات قسطرة واستأنفوا نشاطهم الحياتي بشكل عدي للغاية لعل اهمهم هو حارس مرمي منتخب اسبانيا السابق ونادي ريال مدريد الاسبانى الاسبق ايكر كاسياس والذي خضع للعملية بسبب انسداد في الشرايين .
ليستأنف بعدها حياته بشكل طبيعي الامر يعتمد على التشخيص السليم والقيام بالخطوات العلاجية بدقة مع حساب المخاطر ووضع كل شيء في نصابه الصحيح