فترة النقاهة بعد عملية القلب المفتوح للاطفال .. تعتبر هذه العملية من العمليات التي تثير القلق وتبعث الخوف لدى فئة غير قليلة من المصابين بأمراض القلب وحتى الأصحاء، فكم من طفل يولد حول العالم وهو يعاني من مشاكل في القلب، وهذا في حد ذاته يستدعي القيام بعمليات جراحية من أجل تصويب هذه المشاكل في محاولة لعلاجها.
وعلى الرغم من تعدد الإجراءات المتبعة لعلاج مشاكل القلب لدى الأطفال إلا أن أهم هذه الإجراءات وأكثرها خطورة يتمثل في عملية القلب المفتوح، ويتم إجراء هذه العملية للأطفال الذين تنطوي مشاكل القلب لديهم على العديد من الأمور التي لا يمكن علاجها بالأدوية المتاحة أو لا يتم علاجها بشكل تلقائي مع مرورو الوقت.
هل عملية القلب المفتوح خطيرة للأطفال؟
يعتبر اتخاذ قرار إجراء هذه العملية من أصعب القرارات التي يمكن اتخاذها من قبل ذوي الطفل، وذلك يرجع إلى الاعتقاد السائد أن هذه العملية من الأمور الخطيرة التي قد تنهي حياة الطفل، إلا أن هذا من الناحية الطبية غير صحيح.
حيث أنه في كثير من الحالات تكون نسبة الخطر في هذه العملية قليلة وذلك بسبب قدرة أجسام الأطفال على الاستشفاء خلال وقت قصير جداً نظراً لسرعة بناء أنسجة الجسم والعظام لديهم، كما أن الطب لم يقف عند حد معين في هذا المجال، بل هناك العديد من التطورات الطبية التي قللت إلى حد ما من خطورة هذه العملية.
إرشادات ما بعد عملية القلب المفتوح للأطفال
على الرغم من أن الحديث حول نسبة نجاح عمليات القلب المفتوح الخاصة بالأطفال كانت تثير الرعب في قلوب الآباء إلا أن التقدم العلمي وتوافر الأطباء المتخصصين وذوي الخبرة جعل نسبة النجاح عالية، ولضمان نجاح هذه العملية لابد من اتباع مجموعة من الإرشادات والنصائح بعد إجرائها، وتتمثل هذه الإرشادات في:
- اتباع أنظمة غذائية صحية غنية بالبروتين من أجل المساعدة على التئام الجروح.
- الاعتماد على الأطعمة سهلة الهضم وذلك مثل شوربة الخضار والأسماك والإبتعاد عن الاطعمة الدسمة.
- المتابعة المستمرة لمكان الجرح، وفي حالة ملاحظة أي تغير في الجرح كحدوث احمرار يجب التوجه إلى الطبيب.
- في الفترة الأولى بعد إجراء العملية يجب تجنب الأنشطة البدنية ولذا يجب على الأم توفير وسائل ترفيهية للطفل لا تحتاج إلى مجهود بدني.
- تناول الأدوية المسكنة وكذلك المضادات الحيوية التي يوصي بها الطبيب من أجل تخفيف آلام الطفل والحد من خطر الإصابة بأي نوع من العدوى.
- الإلتزام الكامل بكافة التعليمات التي يحددها الطبيب والمتابعة المستمرة معه.
فترة النقاهة بعد عملية القلب المفتوح للأطفال
تعتبر فترة النقاهة بعد عملية القلب المفتوح للأطفال من الضروريات التي يجب القيام بها لنجاح العملية، وفترة النقاهة عبارة عن الفترة التي يحتاجها الطفل بعد العملية حتى يمارس حياة الطبيعية مرة أخرى.
في الغالب يظل الطفل في العناية المركزة لمدة قد تصل إلى أربعة أيام بعد إجراء العملية، كما يجب أن يبقى الطفل في الجناح لمدة أسبوع تقريباً وهو ما يسمى فترة النقاهة بعد عملية القلب المفتوح للاطفال ، وأثناء تواجد الطفل بالعناية المركزة نجد أنه يتصل بعدة أنابيب سواء في الجهاز التنفسي أو العروق والشرايين وما إلى ذلك.
كما أن فترة النقاهة بعد عملية القلب المفتوح للأطفال لا تقتصر على المستشفى، بل تمستمر أيضاً أثناء الرجوع للمنزل، حيث يمكن للطفل العودة إلى المنزل ولكن بخطوات حازمة جداً ودون الحاجة إلى كرسي متحرك، وأثناء الرجوع للمنزل يفضل عدم القيام بأي مجهود مثل صعود السلالم والحركة الكثيرة.
ومن الطبيعي بعد العملية أن يشعر الطفل بالألم والحكة والخدر في المنطقة الخاصة بالعملية إلا أن ذلك يختفي بشكل تدريجي، كما أن المبالغة في زيارة المريض وازدحام الغرفة عليه يسبب تأخير عملية التعافي، كما يجب عدم مصافحة الطفل أو تقبيله.
وأثناء فترة النقاهة بعد عملية القلب المفتوح للأطفال يجب الحصول على قسط كافي من الراحة وتتناول الأدوية التي وصفها الطبيب والإلتزام الكامل بكافة تعليماته واستشارته عند حدوث أي مضاعفات أو مشاكل تظهر على الطفل.
كيفية التعامل مع الطفل أثناء فترة النقاهة بعد العملية
تعتبر فترة النقاهة بعد عملية القلب المفتوح للأطفال من الفترات المهمة التي يجب الإعتناء بها من قبل الآباء، ويمكن توضيح ذلك في نقطتين حسب عمر الطفل والفترة التي تلي العملية:
- بالنسبة للأطفال الرضع يجب تجنب الأنشطة التي تضايق الجرح وتجنب الاستلقاء على البطن، إلا أن بعد مرور أسبوعين من الجراحة يفضل الاستلقاء على البطن، كما يجب حماية عضلات الصدر والعظام عند القيام بأي نشاط.
- بالنسبة للأطفال الصغار والمراهقين الذين مر على وقت جراحتهم 12 أسبوع يمكن أن يعودوا للقيام بكافة الأنشطة العادية إلا ذلك النوع من الأنشطة الذي قد يسبب ضربة على الصدر.
ومن المعلوم أن الطفل بعد مرور أسبوعين من الجراحة أو عندما يشعر بحالة جسدية صحية يستطيع أن يذهب إلى المدرسة، إلا أنه يجب على الطفل القيام بغسل اليدين جيداً وتجنب الاتصال مع الزملاء بشكل عام والمرضى منهم بشكل خاص.
مضاعفات عملية القلب المفتوح للأطفال
على الرغم من التقدم الطبي الذي حسن من نسبة نجاح عملية القلب المفتوح للأطفال، إلا أن هناك بعض المضاعفات لهذه العملية، وتتمثل مضاعفات عملية القلب المفتوح للأطفال في:
- من الممكن أن يتعرض الطفل إلى أحد مخاطر التخدير وذلك لأن العملية لا تتم إلا تحت تخدير كلي.
- احتمالية حدوث نزيف أثناء الجراحة.
- من الممكن أن تحدث جلطة للطفل.
- حدوث نوع من الحكة أو الالتهابات في الجرح.
- احتمالية الإصابة بأحد أنواع العدوى.
- من الممكن أن يعاني الطفل من عدم انتظام ضربات القلب.
- ومن ضمن المضاعفات نجد امكانية حدوث بطء التئام عظام الصدر.
جراحات القلب المفتوح للأطفال
تعتبر جراحات القلب المفتوح أحد الحلول التي يتم اللجوء إليها للتخلص من أمراض القلب لدى الأطفال، ويوجد العديد من الأسباب التي تستدعي إجراء جراحة القلب المفتوح للاطفال، وتتمثل هذه الأسباب في:
- علاج تضيق صمامات القلب أو انسدادها.
- علاج العيوب الموجودة في الحاجز البطيني.
- وجود نوع من الخلل في القنوات الأذينية البطينية.
- زراعة أو استبدال القلب في حالة حدوث عجز جزئي أو كلي.
- ترقييع القلب أو تحويل الشرايين الكبيرة.
- وجود تشوهات أو أمراض في القلب.
ما بعد عملية القلب المفتوح للاطفال
تحتاج عملية القلب المفتوح لمزيداً من العناية والمتابعة الطبية، إلا أن السؤال الأهم ما بعد عملية القلب المفتوح؟
يجب أن نعلم أن ما بعد عملية القلب المفتوح للأطفال مجموعة من التعليمات المتمثلة في:
- عدم حمل الطفل من منطقة الصدر أو الضغط عليها.
- المراقبة المستمرة لمكان الجراحة.
- عدم ممارسة الرياضة أو اللعب أثناء فترة النقاهة أو التئام الجروح.
- عدم تعرض منطقة الجرح للماء قبل استشارة الطبيب.
- القيام بالفحوصات الدورية.
- العمل على مكافحة أسباب الكحة بعد إجراء العملية.
- الحصول على قدر كافي من النوم.
- العمل على تقديم الدعم النفسي للطفل.
- الإلتزام بالأدوية والمسكنات التي يصفها الطبيب للطفل.
