متى يحتاج المريض لقسطرة القلب ؟ غالباً ما يثير الحديث عن القلب وأمراضه نوبات من القلق والتوتر، وخاصة لأن أمراض القلب تعد واحدة من أهم الأمراض التي تؤدي إلى الوفاة، ولكن الحديث عن قسطرة القلب ليس بهذا التخوف ولا يستدعي هذا القلق أو التوتر، وهذا لأن هذه القسطرة تعد حلاً فعالاً لكثير من أمراض القلب، ولذا فالأمر أقرب للتفاؤل والطمأنينة.
ولكن إذا ما أردنا الإجابة على هذا السؤال “متى يحتاج المريض لقسطرة القلب؟” نجد أن هذه القسطرة تستخدم بشكل عام لتقييم وظيفة الشرايين القلبية وصمامات القلب وعضلته، بل يمكن استخدامها لعلاج أمراض القلب، ولذا يمكن أن نقول أن القسطرة القلبية عبارة عن إجراء تشخيص وعلاجي لأمراض القلب، ولكن ما زال الأمر يستدعي توضيح العديد من النقاط وهذا ما سنعرضه في السطور القادمة.
ما المقصود بقسطرة القلب ؟
قبل الإجابة على “متى يحتاج المريض لقسطرة القلب ” لا بد أن نعلم ما المقصود بالقسطرة القلبية، فهذه القسطرة عبارة عن إجراء يقوم به الطبيب المختص بإدخال أنبوب القثطار (أنبوب رقيق أجوف) في الأوعية الدموية الكبيرة المتصلة بالقلب.
ويتم حقن صبغة مرئية تمر من خلال شرايين القلب وتتم متابعتها أثناء حركتها عن طريق الأشعة السينية، وغالباً ما يكون الشخص مستيقظاً خلال هذا الإجراء، ولكن يتناول بعض الأدوية التي تمكنه من الاسترخاء، وبعد الانتهاء من قسطرة القلب يعود المريض إلى وضعه الطبيعي بشكل سريع، وما يدعو للتفاؤل أن المضاعفات التي تنتج عن القسطرة القلبية تكون منخفضة.
متى يحتاج المريض لقسطرة القلب ؟
غالباً ما يحتاج المريض للقسطرة القلبية في حالة وجود بعض الأعراض التي يرى الطبيب ضرورة عمل القسطرة القلبية حين ظهورها، وتتمثل هذه الأعراض في :
- ظهور علامات ضيق أو انسداد في الشرايين.
- المعاناة من بعض آلام الصدر الجديدة والغير معتادة.
- الإصابة بالسكتة الدماغية.
- في حالة حدوث نوبة قلبية.
- قصور في القلب.
- مشكلات متعلقة بالأوعية الدموية أو ذات تأثير عليها.
- الكشف عن الأمراض القلبية بشكل عام.
وكما تستخدم القسطرة القلبية لفحص الأمراض القلبية، فإنها من الممكن أن تستخدم لعلاج بعض الأمراض التي تصيب القلب، ومن الأمراض التي تستدعي إجراء القسطرة القلبية ما يلي:
- التعرض لذبحة صدرية مستقرة.
- التعرض لذبحة صدرية غير مستقرة.
- حالات الاحتشاء الحاد بالعضلة القلبية.
- وجود بعض العيوب الخلقية بالقلب.
- الإصابة بأمراض الصمامات الروماتيزمية.
- اضطرابات في ضربات القلب.
- ضيق الشرايين العنقية أو الكلوية أو الطرفية.
وحتى تضح الإجابة على سؤال “متى يحتاج المريض لقسطرة القلب؟” بشكل أكثر تفصيلاً سنقوم فيما يلي بتوضيح الأمراض التي تستدعي قسطرة القلب.
ما الأمراض التي تستدعي قسطرة القلب ؟
إذا ما نظرنا إلى الأمراض التي تستدعي قسطرة القلب نجد أنها تتمثل في عدة أمراض يمكن توضيحها كما يلي:
- أمراض الشرايين التاجية
تعتبر الشرايين التاجية هي المسؤولة عن مد عضلة القلب بالدم، وفي حالة إصابة هذه الشرايين بالضيق أو الانسداد بسبب تسرب الكوليسترول على جدارها، فإن كمية الدم المتدفقة أو الواردة إلى القلب تقل، ولذا يتم عمل القسطرة القلبية لعدة أهداف تتمثل في:
- تحديد مكان ضيق الشرايين من خلال تصوير الأوعية الدموية.
- الوصول إلى مكان الانسداد وبعد ذلك يتم إدخال بالون مفرغ من الهواء ثم يتم نفخه لتوسيع الشريان وبعدها يتم تركيب شبكة لمنع انسداد الشريان مرة أخرى.
- النوبة القلبية
تعرف النوبة القلبية بأنها عبارة عن احتشاء عضلة القلب، وغالباً ما تحدث نتيجة انسداد الشرايين التاجية وحدوث جلطات بها، وتتمثل مهمة قسطرة القلب في تحديد مكان الانسداد وبالتالي توسيع الشريان المتضرر عن طريق تركيب الدعامات.
غالباً ما يلجأ الأطباء لقسطرة القلب بعد إصابة الأشخاص بالذبحة الصدرية بشكل مباشر حتى يتم تحديد الشريان المسدود وبالتالي معاينة الحالة الخاصة به ومعرفة مقدار تضيقه، وبناءً على هذه النتائج يتم تحديد الطريقة المناسبة للعلاج.
- أمراض صمامات القلب
من المعلوم أن القلب يحتوي على 4 صمامات تتمثل وظيفتهم الأساسية في الحفاظ على تدفق الدم في مساره الصحيح، ومن الممكن أن تصاب هذه الصمامات بالارتخاء أو التضيق، وعند ارتخائها فإنها لا تغلق بشكل محكم مما يؤدي إلى تدفق الدم للخلف وهذا في حد ذاته يؤثر سلباً على أداء عضلة القلب.
ولذا يقوم الأطباء باستبدال الصمامات المصابة أو التي بها مشكلة أو إصلاحها باستخدام قسطرة القلب دون تدخلات جراحية عميقة أو شق الصدر.
- عيوب القلب الخلقية
لنكمل إجابتنا على سؤال ” متى يحتاج المريض لقسطرة القلب؟” يجب أن نوضح أن القسطرة القلبية تساعد الأطباء على تشخيص الأطفال المصابين بعيوب خلقية في القلب منذ الولادة، ولذا فإن القسطرة القلبية تساعد الطبيب على رؤية عضلة القلب وصماماته وحجراته وبالتالي الكشف عن أي عيوب ثم تحديد الطرق العلاجية المناسبة.
لماذا يتم إجراء قسطرة القلب ؟
يوجد العديد من الأسباب التي تستدعي إجراء القسطرة القلبية، ويمكن توضيح أهم هذه الأسباب فيما يلي:
- تقييم عدم انتظام نبضات القلب وعلاجها.
- تشخص اعتلالات الصمامات القلبية وعلاجها.
- تقييم البطين الأيسر ووظيفته.
- معرفة وتقييم حالة فشل القلب.
- قياس الديناميكيات الدموية في نصف القلب الأيمن والأيسر كضغط الدم ومعرفة مستوى الأكسجين.
- أخذ خزعة (عينة من نسيج عضلة القلب).
- استخدام البالون أو الدعامة لتوسيع الشرايين التاجية.
- استخدام البالون لاستبدال الشرايين التاجية.
- علاج نبضات القلب الغير منتظمة من خلال الاستئصال.
- إغلاق الفتحات القلبية التي تكون بين جدران القلب.
- إغلاق أحد أجزاء القلب حتى يتم منع تكون خثرات الدم.